لكل ظرف مقال، ولكل موقف رجال:
إنهاجملة نرددها، حينمانجابه بسؤال إحتجاجي من محاور، وهويحتج على تغيرالحال بتغيرالمواقف.
وعادة من يثيربوجهك الإشكال، يحاول تذكيرك بموقف سابق لك، تخالف فيه موقفك الحالي، فيجيئ الرد، ب:
لكل ظرف مقال،ولكل موقف رجال.
عندمانشرت أحاديث غربتي في ساحات الحوار، وردتني بعض الردودالمشجعة، والمعجبة التي تشيد بسلاسة ورشاقة الأسلوب الذي سردت فيه الأحاديث. وأيضا هناك من أثنى على إكتشاف العبرة فيها وربطها بالحديث، من خلال دعوة لأرشاد خلقي أوديني، أونصيحة للإتعاض بتجربة وخبرة حياتية ...الخ.
كماوردت ردوداأخرى ساخرة من تلك الأحاديث، ومشككة في صدقيتهاوواقعيتها.
وهذاشيئ جدا طبيعي، خاصة في وجود حساسيات شديدة، من صاحب الأحاديث، وطروحاته في الساحة.
لكن من أطرف التعقيبات على الأحاديث، قول بعضهم:
إنهاهلوسات مسلية!!!
ولاأعرف كيف تكون هلوسات، وبنفس الوقت مسلية!!
من يهلوس عادة هومن يتكلم بكلام خارج حدود العقل والذوق العام.
لذلك لايمكن أن تكون الهلوسة مسلية، إلا إذاكان السامع للهلوسة من النوع الذي يتسلي بالسخافات والترهات.
يعني بكلمة أخرى هوألآخرسخيف وتافه، لذلك يتسلى بمايتناغم مع طبيعته وسجاياه.
يعني الإنسان محكوم بطبعه وسجاياه.
لذلك تصح الحكمة التي تقول:
(كل يرى الناس بعين طبعه)
فهناوجد الظرف، ووجد من يتناسب معه في الطبيعة والسجية ليتحقق القول:
لكل موقف رجال، ولكل ظرف مقال.